بسم الله الرحمن الرحيم
نعمة الأمن في الشريعة الإسلامية.
الأمن ضرُورَة لِكُلِّ مجتمع من مجتمعات البشرية .. ولا سيما مجتمع المسلمين، والأمن ضد الخوف وضد القلق وضد الانزعاج والترقب وهو ضرورة لكل مجتمع لأن به تتم المصالح وتستقيم وتتسم، وبفقده تضيع الحقوق وتضيع المصالح ويحصل القلق والخوف، وتحصل الفوضى ويتسلط الظلمة على الناس فيحصل السلب والنهب وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض إلى غير ذلك.
يتحقق الأمن باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ولا تستقيم الولاية والجماعة إلا بطاعة ولاة الأمور أما بالخروج عليهم ومحاولة خلع ولايتهم ومحاولة إفساد الأمر فإن هذا هو الهلاك العظيم وإن زين وزخرف أنه طلب للحرية وأنه طلب لتحقيق المصالح والإصلاح وكل هذا كذب وتدجيل، المصلحة والأمن إنما هو باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ولو كان عنده تقصير، ولذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم سجوه يعني غطوه بالغطاء ثم ذهبوا إلى سقيفة بني ساعده يختارون لهم قائدًا ووليًا لأمرهم قدموا هذا على تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
فبولاية الأمر تقام الحدود والتعزيرات، وتحكم الشريعة، أما إذا خرجوا على ولي الأمر وخلعوه من أجل أنه حصل عنده خطأ أو تقصير فإن الفوضى والضرر يحصل أكثر مما لو صبروا عليه، أكثر مما لو صبروا على ولايته، تعم الفوضى ينتشر الخوف يعم القلق.
فطلب الأمن مقدم على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة ولا يتلذذ الناس بالرزق مع وجود الخوف بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف، يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كلامًا معناه : (ولا يعرف طائفة قامت على ولي أمرها إلا كان حالها بعد زواله أسوأ من حالها مع وجوده) تشاهدون دولًا بجواركم زال ولاتها فماذا كانت حالتها لا تزال في فوضى لا تزال في انزعاج وعدم طمأنينة.